×  
بحث

هل من الممكن أن يخسر المؤمن خلاصه؟

إنه سؤال صعب كتب عنه الكّتاب في كثير من الكتب. لكن دعوني أعطيكم إجابة مختصرة عن هذا السؤال وأود التعليق على بعض الأشياء قبل أن أجيب عن هذا السؤال.

أولاً:
الكتاب المقدس يعلم بكل وضوح أن الله هو القاضي ولسنا نحن. عادة، معظم الناس الذين يسألون هذا السؤال يكون السبب عدم رضاهم عن سلوك شخص ما أو عن مستوى ايمانه. من المهم أن نعرف أنه ليس من شأننا أن نحكم على الناس وعلى تصرفاتهم وأفعالهم وطريقة حياتهم لأن الله وحده يعلم ما في قلوبهم وإن كانوا صادقين في قبوله أم لا وما هي خطته لحياتهم.

ثانياً:
 إن كيفية نمو المؤمنين وطبيعة علاقتهم بالله تختلف من شخص إلى آخر لطالما أحببت الله من كل قلبي منذ اللحظة التي قبلته فيها مخلصاً لحياتي ولكن مضت بعدها سنتان حتى وضح الله فيها خطته لحياتي. كان المؤمنون ينتقدونني ويحكمون على سلوكي وكانوا يرونني كمؤمن غير حقيقي. إن الله يغيرنا ويطورنا ولديه وقت وزمان محدد ليقوم بذلك في حياتنا.

هل من الممكن أن يخسر المؤمن خلاصه؟

أما بخصوص موضوعنا "هل يخسر المؤمن خلاصه" فإن الخلاص منح لنا عن طريق يسوع المسيح لحظة موته على الصليب من أجلنا ليحمل عنا خطايانا. في اللحظة التي نقبل فيها يسوع مخلصاً فنحن نصبح أولاده. ونحصل على غفران لخطايانا وهو يريدنا أن نكون في علاقة دائمة معه وقد وعدنا بأن يكون لنا حياة أبدية هذا لا يعتمد على مدى نجاحنا في الحياة أو على قداستنا أو على الأعمال الحسنة التي نقوم بها ولا على ما نقدمه من تضحيات.

الخلاص هو عطية من عند الله حيث ننتقل في تلك اللحظة من الموت إلى الحياة ونقلنا من مملكة الظلمة إلى مملكة النور ولا نعود أعداء الله بل نكون أولاده يقودنا الروح القدس ونحن في سلام مع الله وقد تصالحنا معه.
"ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 5: 8)
"فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 5: 1)
"وأما الآن إذ اعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله، فلكم ثمركم للقداسة، والنهاية حياة أبدية" (رومية 6: 22)
"لأنه أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 6: 23)
"ولكن ماذا يقول: الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك" أي كلمة الإيمان التي نكرز بها، لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت، لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص" (رومية 10: 8 – 10)
"وأنه ليس بالناموس كان الوعد لإبراهيم أو لنسله أن يكون وارثاً للعالم، بل ببر الإيمان" (رومية 4: 13)
"لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه، لأن بالناموس معرفة الخطية، وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس، مشهوداً له من الناموس والأنبياء. بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رومية 3: 20 – 24)
"لأن غاية الناموس هي: المسيح للبر لكل من يؤمن" (رومية 10: 4)
"ولأجل هذا هو وسط عهد جديد، لكي يكون المدعوون – إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول. ينالون وعد الميراث الأبدي" (عبرانيين 9: 15)
"لأنه هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت اسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب: اجعل نواميسي في اذهانهم، واكتبها على قلوبهم وأنا أكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً. ولا يعلمون كل واحد قريبه وكل واحد أخاه قائلاً: اعرف الرب، لأن الجميع سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم. لأني أكون صفوحاً عن آثامهم، ولا اذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد" (عبرانيين 8: 10 – 12)
"ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي، كما قلت لكم. خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي" (يوحنا 10: 26 – 28)
"الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24)
"إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب الذي فيه لنا الفداء بدمه، غفران الخطايا حسب غنى نعمته التي أجز لها لنا بكل حكمة وفطنة" (افسس 1: 5 – 8)
"الذي فيه ايضاً أنتم، إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه ايضاً إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون ميراثنا، لفداء المقتني، لمدح مجده" (افسس 1: 13 – 14)
"وهذه هي الشهادة: إن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه من له الابن فله الحياة ومن ليس له الابن فليست له الحياة" (1يوحنا 5: 11 – 12)
قد يتساءل البعض "ماذا إن رفضوا التوبة عن آثامهم؟" مجدداً نحن لسنا قضاة الله وحده هو القاضي، قد يكونوا يقاوموا عمل الله في حياتهم ويقاومون إرشاد الروح القدس. لكني لا أعتقد أن هذا أمر كاف ليجعلنا نتساءل عن مصير حياتهم الأبدية. الله صبور جداً وقادر على تغيير حياتنا وحياة هؤلاء الناس. قد يتطلب ذلك بعض الوقت أو قد يحدث في نفس اللحظة.
"فأطلب اليكم أيها الاخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رومية 12: 1- 2).

قد يسأل البعض "ماذا إن تنازل المؤمن عن الله؟" دعوني أقول هنا أننا لا نعرف إن كان هذا مؤقتاً في حياتهم أم لا. أتذكر جيداً الحمل الثقيل الذي نحمله كوننا مؤمنين وعلينا مسؤوليات كثيرة. بعض المؤمنين الذين لا يفهمون نعمة الله يعيشون تحت القانون و يشعرون دائماً أنه لا يمكنهم ارضاء الله. ولا يحسون بالحرية التي يتمتعون بها كأولاد لله وكيف يرتاحون لأن الله يقود حياتهم ويرشدهم ويعلمهم بعض الناس يتبعون الله لانهم لا يفهمون كيف يعيشوا بالإيمان والحياة المملوءة بالروح.
اقرأ قصة الابن الضال في (لوقا 15) قد يبتعد المؤمنون عن الله ويلتهوا بامور اخرى تهم حياتهم وقد تكون هذه الأشياء مدمرة لحياتهم على الأرض ولكن هذا لا يعني أنهم لم يعودوا مؤمنين.
الحياة الأبدية هي عطية الله المجانية عندما يقبل أي شخص يسوع المسيح مخلصاً وعندما يريد أن يتبعه يدخل يسوع إلى حياته ويكون في علاقة معه إن كانوا لا ينمون في الإيمان فهم بالتأكيد يخسرون المنافع العديدة التي يمتعنا الله بها.

"لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضاً للتوبة اذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهدونه. لأن أيضاً قد شربت المطر الآتي عليها مراراً كثيرة. وانتجت عشباً صالحاً للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله ولكن اخرجت شوكاً وحسكاً فهي مرفوضة وقريبة من اللعنة التي نهايتها الحريق. ولكننا قد تيقنا من جهتكم أيها الأحباء أمور أفضل ومختصة بالخلاص وإن كنا نتكلم هكذا" (عبرانيين 6: 4 – 9)