×  
بحث

كيف يغيرنا الله؟

تنتاب حياتنا من حينٍ لأخر مجالات نصارع فيها كثيراً؛ المجالات التي نتمنى أن تكون مختلفة. من المرجح أن يكون سبب شعورنا بالإحباط هو عثرات أو عادات أخلاقية. كيف يريدنا الله أن نتعامل مع هذه المجالات؟ هل يوجد طريقة لإيجاد الحرية والتغيير الحقيقي؟ نعم يوجد. الذي فهمته عن نعمة الله أحدث فرقاً قوياً في حياتي. وأنا واثقة أنه من الممكن أن يحدث نفس الفرق القوي في حياتكم.


ماذا يتبادر إلى ذهنكم عندما تسمعون كلمة النعمة؟ أعتقد أن أفضل تعريف وجدته كان قد كتبه المؤلف جوزف كوك ، "النعمة ليست أكثر أو أقل من الوجه الذي تعتريه المحبة عندما تقابل بالنقائص والضعفات والفشل والخطية." (رومية 2:5)
نحن جميعنا نعرف أنه يوجد في داخلنا جزء جيد وجزء باطل. جميعنا لديه ذلك الجزء الذي نريد من العالم كله أن يراه – عندما تكون سلوكياتنا في أفضل حالاتها. ولكن لجميعنا أيضاً ذلك الجزء الذي نريد أن نخفيه عن أعين العالم – الأمور التي تجعلنا نشعر بالخجل بسببها.
نحن نعيش في حضارة تنزع إلى التحسين الذاتي. نمضي الكثير من الوقت والطاقة ونحن نحلل أنفسنا ونحاول أن نكتشف ما الذي يحسن الجزء الباطل ويجعله أفضل. نحن نذهب للتسوق أو إلى الصالات الرياضية مكرسين أوقاتنا وطاقاتنا وأموالنا على تحسين ما نعتبره الجزء الباطل بداخلنا، والجزء الذي لا نستطيع تحسينه أو لم نحسنه بعد، ننزع إلى إخفائه.

يمكننا اختبار نعمة الله؟
من الصعب أن نفهم النعمة بدون أن نفهم الشريعة. نحن نرى شريعة الله الكاملة ووصاياه وكيف يريدنا أن نعيش...وبصراحة، نحن كثيراً ما نفشل في العيش حسب معاييره. ما الذي نفعله بشريعة ووصايا الله؟ الشريعة هي بمثابة المرآة بالنسبة لنا. عندما تنظر إلى المرآة فأنت قد ترى بقعة وسخ كبيرة على وجهك والتي لم تكن تعرف أنها موجودة. لا يمكن للمرآة أن تزيل بقعة الوسخ، ولكن أنت بالتأكيد سعيداً لأنك نظرت إلى تلك المرآة قبل خروجك من البيت. بنفس الطريقة، فأن شريعة الله تكشف نقائصنا وخطايانا ونحن نكون شاكرين لرؤيتهم، لأنه بهذه الطريقة يمكن أن نضعهم أمام الله حتى يستطيع الله أن يتعامل معهم بواسطة نعمته. تقول الآية في غلاطية 24:3، "إذن كانت الشريعة هي مؤدبنا حتى مجيء المسيح. لكي نبرر على أساس الإيمان." عندما نأتي للمسيح فأننا نأتي لمعرفتنا أننا بحاجة لمخلص. الحقيقة هي أننا سوف نحتاج دائماً إلى مخلص لبقية عمرنا.

تقول آيات عبرانيين 13:4-16، "ليس هنالك مخلوق واحد محجوب عن نظر الله. بل كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه. هو الذي سنؤدي له حساباً. فما دام لنا رئيس كهنتا العظيم الذي أرتفع مجتازاً السموات. وهو يسوع أبن الله فلنتمسك دائماً بالاعتراف به. ذلك لأن رئيس الكهنة الذي لنا ليس عاجزاً عن تفهم ضعفاتنا. بل إنه قد تعرض للتجارب التي نتعرض نحن لها. إلا إنه بدون خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة. لننال الرحمة ونجد نعمة تعيننا عند الحاجة."


لكن في بعض الأحيان كنت لا أزال أصارع وخصوصاً ذهنياً. على سبيل المثال، كنت اعلم أنني سأذهب إلى مؤتمر كبير لغير المتزوجين في كيستون، كولورادو، وفكرت "يجب أن أخفف من وزني قبل ذهابي إلى كيستون." فأحاول جهدي ولكن محاولتي لم تنجح تماماً. وفكرت مرة أخرى، "حسناً، سأبدأ يوم الاثنين المقبل." كان الوقت يقترب بسرعة، لذلك وقبل حوالي أسبوعين من موعد ذهابي إلى المؤتمر، كنت لا أزال أرغب في أن أخسر خمسة كيلوغرامات من وزني. لكن كلما كانت محاولاتي تزداد كلما كانت قدرتي على عمل ذلك تقل. لذلك أفضيت بهمومي لصديقة عزيزة قائلة، "كما تعلمين يا كاي، أنا محبطة كثيراً بسبب وزني ولا أستطيع أن أتعامل مع الموقف بشكل سليم. يجب أن أخسر خمسة كيلو غرامات من وزني قبل الذهاب إلى كيستون." وأخبرتها عن وزني. فقالت، "هل تعتقدين يا ني أنهم سيحبونكِ أكثر في المؤتمر إذا كان وزنك أخف؟" أحسست أني أكاد أختنق وأنا أقول، "هل تعلمين يا كاي إنني أعتقد أنه يوجد شيء بداخلي يجعلني أفكر هكذا." فنظرت إلي وقالت، "إني أحبكِ يا ني كما أنتِ ولا يهمني كم هو وزنكِ." وانتابتني نوبة من البكاء لأن صديقتي كاي أظهرت لي النعمة عندما تواضعت وأخبرتها الحقيقة. وهل تعلمون ماذا حصل؟ لقد وجدت دافع داخلي جديد وخففت بعضاً من ذلك الوزن.

ما لا تستطيع الشريعة إنجازه، النعمة تنجزه. تقول الآية في عبرانيين 9:13، "...فمن الأفضل أن يثبت القلب بالنعمة...". سوف يفعل الله نفس الشيء معنا إذا ما تقدمنا إليه بصدق.

أنظروا إلى الآيات في (لوقا 9:18-4 ) حيث يقول يسوع هذا المثل: "وضرب ايضاً هذا المثل لأناس يثقون في نفسهِم بنهم ابرار ويحتقرون الآخرِين:صعد إنسانان الى الهيكل ليصليا، أحدهما فريسي والآخر جابي ضرائب فوقف الفريسي يصلي في نفسه هكذا: شكرك، يا الله ، لأني لست مثل باقي الناس الطماعين الظالمين الزناة، ولا مثل جابي الضرائب هذا اصوم مرتين في الاسبوع، واقدم عشر كل ما اجنيه ولكن جابي الضرائب، وقف من بعيد وهو لا يجرؤ ان يرفع عينيه نحو السماء، بل قرع صدره قائلاً: ارحمني، يا الله ، انا الخاطيء اقول لكم: ان هذا الإنسان نزل الى بيته مبررا، بعكس الآخرِ. فإن كل من يرفع نفسه يوضع؛ ومن يضع نفسه يرفع."
(بطرس الأولى 5:5-7).

أن أفضل الأشخاص الأصحاء هم الأشخاص الذين يدركون أنهم مقصرون وبدلاً من أن يدافعوا عن أنفسهم، يكونوا قادرين على أن يقولوا، "أرحمني يا الله أنا الخاطئ."

حاول الفريسي جهده أن بكون قديساً وأن يحافظ على الشريعة ولكن دوافعه هذه كانت لمجرد أعطاء الآخرين الانطباع الحسن عنه. دعاهم يسوع بـ "القبور المفتوحة". كانت هيئتهم الظاهرية تبدو وكأنهم متدينون ولكنهم كانوا أموات داخلياً وقلوبهم مليئة بالحقد والمرارة تجاه يسوع. على سبيل المثال كانوا يطبقون الشريعة إلى حد التطرف وخصوصاً "عدم العمل في أيام السبت." عندما شفى يسوع بدافع محبته العظيمة شخصاً في يوم سبت، قام الفريسيين بانتقاده.

من الأسهل لنا في بعض الأحيان أن تكون علاقتنا مع الشريعة بدلاً من يكون لنا علاقة مع الرب. وأكثر ما يفضله الشيطان هو أن نركز على الشريعة (وصايا الله) بدلاً من التركيز على الله.

هل نريد أن نختبر نعمة الله؟ إذن، يجب أن نتقدم إليه بصدق وتواضع.
جاءتني منذ عدة سنوات امرأة شابة بعد أحدى الحلقات الدراسية. كان وجهها يبدو معتماً وكان يبدو عليها أنها مثقلة بالهموم وتشعر بالإدانة. عندما بدأنا بالتكلم، أدركت أن المسيح موجود في حياتها، ولكنها تعاني من عادة في حياتها تجعلها تشعر بالخجل الشديد. لقد حاولت جهدها التخلص منها لكن دون فائدة تذكر ولم تستطع إيقافها. على الرغم من جميع تعهداتها ومحاولاتها، فأنها لم تستطع إيقافها. وعندما يحدث ذلك الشيء تشعر بأنها بغيضة ومدانة. فوضحت لها أن الشيطان يحب منا أن نرتكب الخطايا ويحب أن يقض مضاجعنا ورؤوسنا بها حتى ندين أنفسنا. وسألتها إذا ما كانت قد وضعت المشكلة أمام الرب. فكانت إجابتها بالنفي. لقد كانت تشعر بالخجل الشديد لدرجة أنه لم تعرضها أمام الرب أبداً.

"وفِي هذا نرى المحبة الحقِيقِية، ل محبتنا نحن لِلهِ، بل محبته هو لنا. فبِدافِعِ محبتِهِ، رسل ابنه كفارةً لِخطايانا" (يوحنا الأولى 10:4).

فقلت لها، "في المرة القادمة التي يحدث بها ذلك، وبدلاً من أن تبقي منعزلة، وبدلاً من أن تبقي تشعري بالإدانة، أريد منكِ أن تستخدمي خطيتكِ لتذكركِ بمحبة الله." وأخبرتها أنه عندما يحدث ذلك مرة أخرى أن تظهره إلى النور وأن تقول شيئاً مثل هذا، "أشكرك أيها الرب لأنني أنتمي إليك. أشكرك أيها الرب لأنك تحبني. اجعل أيها الرب دم يسوع المسيح أن يطهرني من كل خطاياي. أني أعترف أيها الرب بخطيتي ولكني لا أستطيع مقاومتها ما لم تمكنني من ذلك أنت أيها الرب. أنني أضع إرادتي ونفسي أيها الرب بين يداك معتمدة على كلمتك. هل تعمل في وبواسطتي بروحك القدوس ما لا أستطيع عمله أنا."

صليت معها وشكرنا الله معاً من أجل نعمته وسلامه. لقد كان واضحاً جداً لي أنها تريد أن تترك هذه الخطية وأن تتوب عنها ولقد فعلت ذلك. استلمت منها بعد شهرين رسالة لأنني طلبت منها أن تكتب لي وتخبرني عن أوضاعها. تقول في رسالتها، "كم أنا مندهشة يا ني كيف أنه في هذين الشهرين كل ما كان يسبب لي المشاكل بدأ بالتلاشي إلى شيء ضئيل مقارنة مع ما كانت عليه الأمور." لقد كانت تحت سيطرة الخطية ولكن خارج سيطرة النعمة. عندما تواضعت أمام الرب وأمامي ووضعت خطيتها تحت نور نعمة الله، فأنه لبى احتياجها هناك.
رومية 20:5، "وما الشرِيعة فقد دخِلت لِتظهِر كثرة المعصِيةِ. ولكِن، حيث كثرتِ الخطِيئة، تتوافر النعمة كثر جِداً." نعمة الله موجودة ولكن يجب أن نؤمن بها حتى نحصل عليها. يجب أن نثق بكلمة الله التي تقول أن النعمة موجودة حتى يصبح بمقدورنا الحصول عليها. قال أحدهم أنه يوجد شرطاً لا غنىٍ عنه على الإطلاق يجب تلبيته من قبل أي شخص إذا ما كان يريد أن تغير النعمة حياته، وهو أنه يجب أن يؤمن بنعمة الله. يجب أن نتجاوب مع الله بثقة متبادلة وهو سوف يعمل.

إذا كنت أعلم أن الله جدير بالثقة المطلقة وإذا كنت أعلم أن محبته هي حقيقة مطلقة وأن لطفه يكون بإخلاص مطلق وأن اهتمامه بي يعني فعلاً حياة أفضل، فأنه سوف يفعل حينها ما يجب على طبيعته المميزة أن تفعله. أنه سوف يصل إلى أعمق أعماق نفسي حيث أعيش فعلياً ويمكن لنعمته أن تحولني فعلاً. يمكن لنعمة الله أن تلمس أعمق أعماق دوافع قلبي المحفزة ويجعل مني شخصاً جديداً. وهذا هو الشيء الذي يتعهد الله أن يفعله لنا. يقول الله، "فهذا هو العهد الذِي أبرِمه مع بنِي اسرائِيل، بعد تِلك اليامِ، يقول الرب: ضع شرائِعِي داخِل ضمائِرِهِم، وكتبها على قلوبِهِم، وكون لهم الهاً، وهم يكونون لِي شعباً" (رومية 10:8). يعمل الله في حياتنا بنعمته ما لم تستطع الشريعة الخارجية عمله أبداً.

تقول الآية في (كورنثوس الثانية 18:3) "ونحن جميعا فيما ننظر الى مجد الرب بوجوه كالمرآة لا حجاب عليها،نتجلى من مجد الى مجد لنشابه الصورة الواحدة عينها، وذلك بفعل الرب الروح." التحول هو العملية المقصودة. عندما نثق بالله وبكلمته، فأنه سيكون متحرراً ليحول قلوبنا وأذهاننا. لكن يجب أن يكون مفهوماً أن هذا التغيير لا يحدث كله مرة واحدة. أنها عملية متواصلة.

ألف لويس سبيري شافر كتاباً شاملاً عن النعمة يقول فيه، "الشهادة الشاملة الصادقة لكلمة الله هي أن كل مظهر من مظاهر الخلاص وكل بركة للنعمة الإلهية في الوقت الحالي وفي الأبدية يكون شرطهم الوحيد هو الإيمان فقط."

العلاقة مع الله أقوى بكثير من الشريعة. أكثر ما يريده الشيطان هو أن نبقى مرتبطين بالشريعة حسب الناموس حتى نشعر دائماً بالذنب ونشعر بأننا مدانون طوال الوقت. لكن الرب يقول في (رومية 1:8 )"فالآن إذاً ليس على الذين في المسيح يسوع أية دينونة بعد." عندما نكون تحت النعمة يكون لدينا أكثر من مجرد مصادرنا الخاصة. لدينا روح الله القدوس الذي يمكننا من عمل مشيئته. الحياة الممتلئة بالروح تدرك نعمة الله لحظة بلحظة. الحياة الممتلئة بالروح تعرف متى تفشل وتسقط وتضع كل الأمور أمام الله مرة أخرى. لا يحدث النمو إلا عندما نتحمل المسؤولية الشخصية لخطايانا ونطلب من الله أن يغيرنا.

مات يسوع على الصليب من أجل خطايانا وسيئاتنا. لقد كنا مذنبين ويسوع دفع ثمن تلك الذنوب. عندما نعترف بخطايانا، فأننا نتعامل مع ما هو خطأ بالطريقة الصحيحة والذي دفع ثمنها مسبقاً يسوع المصلوب على الصليب. مسألة كونك رجل أو امرأة لا يهم، الذي يهم هو أن نكون متواضعين وصادقين فيما يتعلق بخطايانا وأن نقبل نعمته وأن ننمو.
قال جون بويل التالي، "نحن نعتقد أنه يجب علينا أن نتغير وأن ننمو وأن نكون صالحين حتى نكون محبوبين. لكن بالحري فان الله أحبنا ومنحنا نعمته حتى نتغير وأن ننمو وأن نكون صالحين."

العائق الوحيد للشفاء في حياتنا هو الدرجة التي نكشف بها عن أنفسنا. حتى ننمو يجب أن نلتزم بما هو حق. تمنحنا نعمة الله الحرية لمواجهة الله ومواجهة حقيقة أنفسنا تحت نور كلمة الله. عالمين أن الله يحبنا ويقبلنا، فأنه يدعونا لنتقدم إليه بكل شيء حتى ليساعدنا على اختبار الحرية (يوحنا 32:8) والحصول على حياة أفضل (يوحنا 10:10).

لا دينونة بعد الآن
أتذكر امرأة شابة جاءت إلي من أجل المشورة. وحسب وصفها فأنها كانت تعاني من التقلصات العصبية في معدتها وأن ذنبها عظيم وأنها لا تستطيع النوم. كان شعورها بالدينونة والخوف الشديد والإهانة فوق التصور. السبب أنها كانت تشعر بهذه الطريقة هو أنها تورطت بعمل لاأخلاقي. أنها تعرف ما تقوله كلمة الله وأنها لا تريد أن تتورط بهذه الطريقة. لقد علقت في أحدى مواقع الإنترنت وكانت خائفة من إخبار أي أحد لأنها كانت تخشى الرفض. قصت على مسمعي القصة بأكملها وهي مطأطئة الرأس. لم تترك أي تفاصيل حتى ولو كانت صغيرة لأنها كانت فعلاً بحاجة للمساعدة. لقد كانت متشحة بالندم بكل صدق على خطاياها. لقد كانت نادمة. اعترفت بحضوري بخطيتها للرب وقبلت مغفرته ونعمته. وأخبرتني لاحقاً أنها عندما جاءت لرؤيتي كانت حبيسة سجن عاطفي داخلي وما وجدته حين جاءت كان المحبة والقبول بدلاً من رفضها.

وبعد عدة أشهر استلمت منها رسالة تقول، "لقد تحطمت قيودي وفتح باب الزنزانة ورفع عن كاهلي الآلاف من الأثقال. اشعر الآن بشعور الحرية والانتعاش. عندما كنت معكِ لم أفعل أي شيء. أنتِ الذي قمتِ بالعمل كله. لقد كنتِ أنتِ من فعل ذلك. لقد بينتِ لي محبة يسوع وقبوله ومغفرته." كنت قد طلبت منها في ذلك الوقت أن أكون مسؤولة عن محاسبتها وأخبرتني لاحقاً أنها لم تشعر أن تلك المحاسبة شكلت أي ثقل. لكنها شعرت بالأمان لأنها يجب أن تحاسب أمام شخص لديه نعمة عظيمة. استمرت بالحصول على مساعدة إضافية وأصبحت تتفهم احتياجاتها أكثر فأكثر وقالت أن النعمة أصبحت أكثر من مجرد نظرية لاهوتية بعدما كانت قد اختبرتها.

الشريعة التي كانت كلها خير وقداسة وكمال كشفت خطيتها كالمرآة. لقد تواضعت واعترفت بخطاياها. قالت الحقيقة لنفسها ولي وللرب. والنتيجة كانت أنها حصلت على النعمة في وقت الحاجة. بوضعها لخطيتها تحت النور وأمام الرب بتواضع وبصدق سمحوا لها بالحصول على النعمة وتحريرها لتنمو.

فكروا بمجال أو مجالات تشعر فيها أنك مدان أو تخاف الرفض...حيث لا تشعر بأنك كامل. أنت بحاجة لأن تتقدم إليه بتواضع وصدق حيث أنت مقصراً عن شريعة الله. لا يوجد حاجة لأن تكذب ولا حاجة لأن تختبئ ولا حاجة لتشعر بالإدانة.

"فالآن إذا ليس على الذين في المسيح يسوع أية دينونة بعد. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد حررني من ناموس الخطيئة ومن الموت.فإن ما عجزت الشرِيعة عنه... أتمه الله إذ رسل ابنه...حتى يتم فينا البر الذي تسعى إليه الشرِيعة، فينا نحن السالكين لا بحسب الجسد بل بحسب الروح" (رومية 1:8-4).